كلمات محروقة.. ورمادٌ منثورْ...
على شواطىء النسيانْ...
على مرافىء الهذيانْ...
على لسانٍ مبتورْ!...
تحت أكوام الجليد تعيش عوالِقُ الحياة...
وبين ذرّات الرمال تنبُتُ البذورْ...
في غياهِبِ الخوفْ..
وعلى شفاه الوَجَلْ..
تعيشُ كلماتُنا...
وُلِدت من قلب مكسورْ!...
تُساورُ الشّكوكُ أيّامَنا..
ويُؤاخي الخوف أرواحَنا..
تعيشُ على الورق أحلامُنا..
فنمُدُّ للأمل جُسورْ...
على أُسسٍ واهية، وفوق الطرق الخالية..
حيثُ لا إنسيَّ ولا آليّ..
في وسط اللامكان.. نُنشيءُ الجسورَ ونُعلي القصورْ...
وهناك في المدينة الفاضلةِ موقعْ..
وعلى شواطىءِ الحق متَّسعْ..
لجسورنا وقصورنا وعزّنا المهدورْ!...
فالذّلُّ طريقهُ سهلٌ.. معبّدٌ..
معبّقٌ بمسكٍ وكافورْ...
ودربُ العزِّ مؤلمةٌ..
عوسجٌ ودماءٌ وجماجِمُ شعبٍ مقهورْ!...
على شرفةِ المستقبلْ.. ومن نافذةِ اليومْ..
أرى حرّاً..
يلتهم السماء بعينيه..
يصعدُ سلَّمَ المجدِ شامخاً..
أو يرحل من ثقوب زمنِ الحقِّ المأسورْ...
وأرى آخرَ خائفاً..
يُداري رنين الحقِّ في أُذنيه..
ويقتلُ رجيع الكلماتِ بصمْتهِ الوقورْ!..
قد عاش أبدَ الدّهرِ بين الحُفرِ..
فيُعمي عيْنيهِ النّورْ!...
بين جبالِ الأسى المطلّةِ على شفقِ الفجرِ الأحمرْ..
تعيشُ الصقورْ...
وخوفاً من ماردِ الوهمْ..
تعيش الفئرانُ في الجحورْ...