الحب...من علمني الحب؟! لم أعرف الحب الحقيقي إلا منذ عرفتك... أين كنت أنا؟ لماذا لم أرك من قبل؟ مع أنك كنت دائما قريبا مني في كل زمان وفي كل وقت...كانوا دائما يتحدثون عنك لكني لم أكن أشعر بقلبي يرتعش ويخفق شوقا إليك، مثلما أشعر الآن، وكنت دائما حاضرا لكني لم أكن أرى... كنت عمياء، كان طيشا مني أن أصدق ما يقولون عن الحب... الحب لا يجرح كما يقولون، إنه لا يؤلم... إنه ليس بكاء ونحيبا على فراق الحبيب، الحب لا يعني الموت، الحب يعني الحياة... حبك علمني الحياة... حبك علمني ما هو الحب... الحب الحقيقي، الحب الذي قليل من البشر خبروه وعايشوه.
لا أريد أن أفكر أو أستذكر من أحببتهم قبلك...فإنني أعاتب نفسي كثيرا وأقول: أنت الذي تستحق كل الحب وكل العشق وفداك الروح، وليس هؤلاء... ما كنت لأعرف حبك ولا لأذوق حلاوة حبك لو لم يهدني إليه الله... الحمد لله، الحمد لله الذي أدخل حبك يا سيد الخلق في قلبي... وما كان ينبغي لقلبي هذا إلا أن يحب الله ورسوله....
هذا هو الحب الذي علمني كيف أعيش ولماذا أعيش! حبك هو الذي رقق القلوب وأدمع العيون، شوقا وعشقا، لا يأسا وشكوى...
فداك هذا القلب وفداك نفسي... ولك كل ما أملك، أنت وحدك الذي تستحق هذا من بين كل البشر، سأعمل وسأدرس، سأتعلم وسأسير في دروب هذه الحياة... سأعمل على قدر استطاعتي حتى تفرح بي يوم اللقاء... أحلم بذلك اليوم وأرجو أن تسقيني بكفك الشريفة شربة هنية لا أظمأ بعدها أبدا، وتحضنني... ثم تمسك بيدي وتقودني إلى قصري في الجنة ويكون هذا القصر بجانب قصرك وبجوارك...
مسكين هو الذي لم يعرفك بعد... وأدعو الله القادر على كل شيء أن يدخل حبك إلى قلوب المسلمين، وخاصة شباب المسلمين وفتيات المسلمين، فهو الدواء لكل داء وهو أطهر حب...